رسالة معالى الدكتور محمد بن على كومان
الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب
بمناسبة اليوم العالمى للحد من الكوارث ويوم البيئة العربى
كما جرت العادة ، تحتفل الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب باليوم العالمى للحد من الكوارث الذى يصادف الثالث عشر من شهر تشرين الأول / أكتوبر من كل عام ، والذى يشكل فرصة للتنويه بمدى أهمية التدابير والإجراءات المتخذة للوقاية من الكوارث الطبيعية والحوادث الجسيمة والحد من مخلفاتها ، ولتشجيع المبادرات والإستراتيجيات والبرامج والخطط الهادفة إلى بناء وتطوير مجتمعات مؤهلة وقادرة على مواجهة تلك الكوارث والتقليل من تأثيراتها .
ويأتى الإحتفال باليوم العالمى للحد من الكوارث هذا العام تحت شعار “الحد من الخسائر الإقتصادية الناجمة عن الكوارث” ، لإثارة الإنتباه لحجم الكلفة المالية والمادية للكوارث وللعمل على نشر وتعميم التدابير والممارسات والسياسات الفعالة للحد من تعرض المجتمعات المحلية لمخاطرها ولحماية أفضل للأسر وسُبل عيشها ، وكذا لأهمية التنسيق والتعاون بين مختلف المتدخلين والفاعلين فى هذا القطاع الحيوى ، ولمواصلة الجهود المبذولة للحد من نسبة هذه الخسائر الإقتصادية المرتبطة بالكوارث من الناتج المحلى الإجمالى بحلول عام 2030م .
ووفق إحصائيات للأمم المتحدة ، تسببت الكوارث منذ العام 2000م ، فى وفاة أكثر من 1.7مليون شخص وخلفت خسائر تقدر بنحو 1.7تريليون دولار أمريكى واَثاراً مستمرة وطويلة الأمد .
وبينت هذه الإحصائيات أن الكوارث تكلف الإقتصاد العالمى سنوياً ما يصل إلى 520مليار دولار أمريكى .
مما يعنى أن هذه الخسائر الإقتصادية الناجمة عن الكوارث تقوض الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحرم الحكومات من الإنفاق على محاور هذه التنمية من صحة وتعليم وحماية إجتماعية وغيرها .
وقد لقى موضوع مواجهة الكوارث والحد من مخلفاتها إهتماماً متزايداً من قبل مجلس وزراء الداخلية العرب ، إنطلاقاً من مبادئه وحرصه الدؤوب على العمل على تأمين متطلبات الحماية الذاتية وتدابير السلامة والوقاية ، من أجل ضمان أمن وطمأنينة المواطن العربى .
ومن هذا المنطلق ، ما انفكت الأمانة العامة للمجلس ، ومن خلال وضع التوصيات والبيانات الصادرة عن المؤتمرات والإجتماعات ذات الصلة والتى تعقد فى نطاقها أو التى تشارك فيها ، ومن خلال مضامين ومحاور الإستراتيجية العربية للحماية المدنية (الدفاع المدنى) التى تم إقرارها عام 1997م وجرى تحديثها عام 2016م ، وخططها المرحلية ، والدراسات والبحوث والمواد الإعلامية والإتفاقيات ، وكذا المطويات والكتيبات التى تنجزها وتُعدها بشكل دورى ، والتصاريح التى تصدرها ، تدعو مختلف الأجهزة والهيئات المعنية فى الدول الأعضاء إلى العمل يداً فى يد ، كتلة واحدة وبكل الإمكانيات المتاحة لمواجهة الكوارث ، وتعميق مبادئ الثقافة الوقائية لدى المواطنين وزيادة الوعى بمفهوم وتدابير الحماية المدنية ، وتعزيز ودعم التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء فى هذا الإطار .
كما أن الأمانة العامة تتابع كافة المستجدات التى تطرأ فى هذا المجال على الصعيد الدولى والقاري والإقليمى وتزود الدول العربية بها ، للمساهمة فى وقاية بلداننا ومجتمعاتنا من أخطار الكوارث ، فضلاً عن تعزيز مقدرات شعوبها وحماية ثرواتها الإقتصادية الوطنية .
وموازاة مع ذلك ، يأتى الإحتفال بيوم البيئة العربى لهذا العام والذى يوافق الرابع عشر من شهر تشرين الأول / أكتوبر ، تحت شعار “إستثمار مستدام لبيئة عربية أفضل” للتأكيد مرة أخرى على ضرورة الربط بين البيئة والتنمية الشاملة بقصد التقليل إلى الحد الأدنى من الممارسات الضارة بالبيئة ، وبمراعاة الإعتبارات البيئية فى كل مرحلة من مراحل التنمية تخطيطاً وتنفيذاً ، ولتشجيع الدول العربية على خلق إستثمارات بيئية تساهم فى الحفاظ على بيئة نظيفة تحقق الأمن والسلامة للأفراد والجماعات .
ويشكل هذا الإحتفال ، مناسبة للتذكير بالجهود التى ما فتئ يبذلها مجلس وزراء الداخلية العرب فى سبيل مواجهة الجرائم الماسة بسلامة البيئة والمحافظة عليها .
فعلى سبيل المثال لا الحصر ، فقد أقر المجلس عام 2002م القانون العربى النموذجى لحماية وتنمية البيئة ، كما أعتمد خطة نموذجية عربية للتوعية الإعلامية من مخاطر الجرائم الماسة بسلامة البيئة وكيفية المحافظة عليها من التلوث ، كما أقر بنداً دائماً على جدول أعمال المؤتمر العربى للحماية المدنية (الدفاع المدنى) يتضمن المستجدات فى أخطار تلوث البيئة وسُبل مكافحتها .
كما عملت الأمانة العامة للمجلس على دعوة الجهات المعنية وحثها على تعزيز علاقات التعاون والتنسيق فيما بينها ، بما يكفل تبادل الخبرات فى كافة الجوانب المتعلقة بحماية البيئة وإدارتها وتفادى الكوارث والتقليل من اَثارها ، وبإعداد وتعميم العديد من الدراسات والإستراتيجيات والكتيبات والمطويات الإرشادية فى موضوع مواجهة الكوارث والمحافظة على البيئة وحمايتها وإعتماد العديد من التوصيات والقرارات ذات العلاقة ، إضافة الى تنظيم ندوات وورشات تدريبية فى هذا المجال .
هذا فضلاً عن إدراجها بنداً خاصاً بتجارب الدول الأعضاء فى مجال شرطة البيئة على جدول أعمال المؤتمر العربى الثانى والأربعين لقادة الشرطة والأمن العرب ، إيماناً منها بالأهمية القصوى لحماية البيئة من كل المخاطر التى تُهددها .
وتأتى هذه الجهود فى إطار وعى الأمانة العامة للمجلس بأن الوقاية من الكوارث وحماية وسلامة الأرواح والممتلكات والبيئة مسؤولية يتحملها الجميع ، من مؤسسات حكومية وقطاع خاص وهيئات مجتمع مدنى وأفراد …
لذا فإننا نهيب بالجميع إلى الإحتفال بهذين اليومين وتنظيم تظاهرات وفعاليات بالمناسبة على المستويين الوطنى والعربى للتوعية بأهمية الإستعداد ومجابهة الكوارث والأزمات على أنواعها والحد من تأثيراتها ، والحفاظ على البيئة والثروات من كل أشكال التدمير والخراب ، وربط الوقاية من مخاطر الكوارث ومخلفاتها بالحفاظ على البيئة وسلامتها .