معالي السيد محمد الناجم الغرسلي
وزير الداخلية في الجمهورية التونسية
سعادة اللواء عبد الغني هامل
رئيس المؤتمـر
أصحاب المعالي والسعادة رؤساء وأعضاء الوفود
أصحاب السعادة السفراء،
أيها السادة الكـــرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني أن أرحب بكم في أرض الكرم والضيافة، أرض تونس العزيزة التي تحيط مجلسنا الموقر بكل الرعاية وكامل العناية، ويشرفني بداية أن أرفع صادق الشكر وبالغ العرفان إلى سيادة الرئيس محمد الباجي قايد السبسي حفظه الله، على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر، معرباً عن تقديرنا البالغ لحرصه على تعزيز التعاون العربي في شتى المجالات.
ويشرفني كذلك أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى معالي السيد الحبيب الصيد رئيس الحكومة التونسية على عنايته الفائقة بمجلسنا الموقر وأمانته العامة.
والشكر موصول إليكم معالي الوزير على تكرمكم بافتتاح أعمال هذا المؤتمر وعلى تفضلكم بتوجيه هذه الكلمة القيمة التي ستشكل دون شك حافزاً لنا لزيادة الجهد وتكثيف العمل والعطاء، معرباً لكم ولمعاونيكم كافة عن تقديرنا الخالص لما تحيطون به أنشطة الأمانة العامة من عناية بالغة، وامتناننا للإمكانيات الكبيرة التي سخرتها مصالح وزارتكم الموقرة من أجل راحة وطمأنينة المشاركين.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أتوجه بأنبل عبارات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ولمعالي السيد نور الدين بدوي وزير الداخلية والجماعات المحلية في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ورئيس الدورة الحالية للمجلس، ولسائر أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب لدعمهم السخي والمستمر للعمل الأمني العربي المشترك.
معالــي الوزيـــــر،
أصحاب المعالي والسعـادة،
ينعقد مؤتمركم اليوم والمنطقة العربية تمر بظروف صعبة بسبب الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها بعض دولها والتي انعكست بطبيعة الحال على الوضع الأمني فيها، مما أدى إلى تفاقم الجريمة والإرهاب وانتشار خطاب التطرف المقيت والطائفية البغيضة وتعدد بؤر التوتر والنزاعات المسلحة واختلال ضبط الحدود في بعض الدول الذي ساعد على انتشار السلاح واستفحال ظاهرة انتقال المقاتلين الأجانب وتهريب المهاجرين.
ينعقد مؤتمركم والمنطقة العربية تشهد تفاقما في الأعمال الإرهابية الموجهة ضد حماة الأمن والاستقرار رجال الشرطة والأمن بهدف زعزعة الحياة الاجتماعية وتعطيل مسار التنمية الذي تنشده الشعوب. ولا يسعنا هنا إلا أن نشيد بكل إكبار بعشرات الشهداء من رجال الأمن العرب الذين قضوا بنيران الإرهاب الجبانة وهم مرابطون على ثغور الوطن لا تثنيهم التهديدات عن أداء الواجب وتحمل الرسالة.
معالــي الوزيـــــر،
أصحاب المعالي والسعـادة،
في ظل هذه الظروف الدقيقة لا بد من اعتماد مقاربات أمنية جديدة تساير المستجدات الأمنية وتتلاءم مع حجم التحديات الإجرامية التي تشهدها الساحة العربية اليوم، ولكن أي مقاربة أمنية لا يمكن أن يكتب لها النجاح دون تضافر جميع الجهود وانصهارها في بوتقة واحدة في إطار شراكة اجتماعية متناغمة ضد الجريمة. فكما أن التنظيمات والعصابات الإجرامية بمختلف أشكالها هي اليوم في خندق واحد في سعيها إلى النيل من مكتسبات أوطاننا ومقدراتها، فنحن أيضا لا بد أن نكون في صف واحد لمحاربتها، فرجال الأمن الذين ما فتئوا يقدمون التضحيات الجسيمة لينعم المواطن بالأمن والأمان، بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى معاضدة كافة مكونات المجتمع: المواطنين ومؤسسات التنشئة الاجتماعية ودُور العبادة ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المختلفة في حربها ضد الجريمة والإرهاب، بحاجة إلى تعزيز السلم الاجتماعي وتلاحم كل مكونات المجتمع وتغليب الحوار والمصلحة الوطنية على كل اعتبار آخر.
ودعوني أستغل هذه المناسبة لأجدد تهانينا القلبية لتونس العزيزة –رئيساً وحكومةً وشعباً – على فوز الرباعي الراعي للحوار الوطني بجائزة نوبل للسلام لعام 2015م، الذي جاء تقديراً للتوافق الذي تم بين مختلف أطياف المجتمع بفضل النضج الذي يتحلى به الشعب التونسي وبفضل رشد وعراقة مؤسساته الوطنية.
معالــي الوزيـــــر،
أصحاب المعالي والسعـادة،
رغم صعوبة الأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية، وزيادة التحديات الأمنية بفعل العمليات الإرهابية الجبانة التي تنفذها عصابات الإجرام والإرهاب بين وقت وآخر في بعض دولنا العربية، إلا أن الأجهزة الأمنية تحرص كل الحرص على ممارسة العمل الأمني وإنفاذ القانون في ظل احترام حقوق الإنسان وكرامته، وهو حرص يندرج في إطار سعي مجلسنا الدائم إلى تعزيز ثقافة حقوق الإنسان لدى أجهزة الشرطة والأمن والى تدعيم احترام تلك الحقوق وصونها، وهذا ما تجسد مؤخراً في عقد المؤتمر الأول للمسؤولين عن حقوق الإنسان في وزارات الداخلية العربية والمؤتمر المشترك لممثلي وزارات الداخلية واللجان الوطنية لحقوق الإنسان في الدول العربية، إلى جانب ما تم إقراره سابقاً من إجراءات بناءة خلال مداولات مؤتمراتكم الموقرة وذلك إيماناً منه بأن تحقيق الأمن والاستقرار وضمان حقوق الإنسان أمران متكاملان لا متناقضان؛ لأن استتباب الأمن يوفر الشروط الملائمة للعناية بحقوق الإنسان مثلما يعزز احترام حقوق الإنسان الجهد الأمني ويضمن انخراط كل الأطراف فيه.
معالــي الوزيـــــر،
أصحاب المعالي والسعـادة،
في الختام يسعدني أن أجدد لمعالي الوزير امتناننا العميق لما يوليه لنا من رعاية بالغة، ولما وفرته الوزارة الموقرة للمشاركين في هذا المؤتمر من أسباب الراحة والطمأنينة، مما سيسهم دون شك في تحقيق الأهداف المرجوة.
وفقكم الله جميعا وبارك في مساعيكم الخيرة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته