معالي السيد توفيق شرف الدين، ممثل سيادة الرئيس قيس سعيد
رئيس الجمهورية التونسية،
صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب،
معالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية
أصحاب السمو والمعالي الوزراء،
أصحاب المعالي والسعادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يُشرفني ونحن نلتقي في تونس العزيزة عاصمة الأمن العربي، أن أرفع إلى سيادة الرئيس قيس سعيّد، رئيس الجمهورية التونسية، أخلص معاني التقدير والعرفان للرعاية الكريمة التي يُوليها للتعاون الأمني العربي، ودعمه الموصول لمسيرته الـمظفرة.
ويُسعدني أيضاً أن أعرب لمعالي السيد توفيق شرف الدين وزير الداخلية ولمعاونيه كافة عن جزيل الشكر والتقدير لما يحيطون به الأمانة العامة من عناية واهتمام، ولما تقدمه الوزارة الموقرة دائما لأنشطة المجلس من تسهيلات عديدة تسهم في تحقيق الغايات المأمولة.
ويُشرفني كذلك أن أتوجه بأخلص معاني التقدير والعرفان إلى الرئيس الفخري لمجلسنا الموقر، صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، وإلى سائر إخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب على دعمهم الدائم للأمانة العامة وللعمل الأمني العربي المشترك.
والشكر موصول إلى معالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية على الجهود الحثيثة التي يقوم بها لتطوير منظومة العمل العربي المشترك والاهتمام الخاص الذي يوليه للأمانة العامة للمجلس.
أصحاب السمو والمعالي،
يسعدني أن أعبر عن ارتياحنا البالغ واعتزازنا العميق، بالنجاح الكبير الذي حققته دولة قطر العزيزة في تنظيم نهائيات كأس العالم لعام 2022م، التي تُنظم لأول مرة في بلد عربي بل في الشرق الأوسط كله. ويحق لنا كعرب أن نفخر بالتنظيم المحكم والأجواء المتميزة التي طبعت هذه الكأس وجعلت منها بشهادة المراقبين أفضل دورة من دورات كأس العالم.
ولا يفوتنا كذلك أن نثمن عاليا استثمار هذا الحدث العالمي الكبير في نشر قيم الحضارة العربية الإسلامية والتعريف بالتراث العربي وإسهاماته الحاسمة في الحضارة الإنسانية.
وإنني إذ أشيد بما تحقق من نجاحات رائعة مشرفة، لأغتنم هذه المناسبة لأجدد التهاني لدولة قطر قيادة وحكومة وشعبا على هذا النجاح المنقطع النظير، متمنيا لها دوام التوفيق والنجاح واطراد التقدم والازدهار.
أصحاب السمو والمعالي،
نلتقي اليوم ومجلسنا في أَوْج عطائه، قد بلغ أَشُدَّه بعد أربعين سنة من العمل الدؤوب والسعي الحثيث لتعزيز التعاون بين الدول العربية في مجال الأمن الداخلي ومكافحة الجريمة.
حدثٌ فارق كان ذلك المؤتمر الاستثنائي لوزراء الداخلية العرب الذي عقد بالرياض عام 1982م، برئاسة المغفور له بإذن الله فقيد الأمن العربي سمو الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه. مؤتمرٌ كان بالفعل استثنائيا إذ أقر النظام الأساسي للمجلس مُعلنا بذلك تحوّلا نوعيا في العمل الأمني العربي المشترك، ومُـمهدا الطريق لمسار حافل بالإنجازات والمكاسب الأمنية انطلق في العام نفسه بانعقاد أول دورة للمجلس في شهر ديسمبر بالدار البيضاء.
تاريخٌ عبِقٌ بالوئام والتفاهم تَطبعه روحُ التضامن بين الدول العربية النابعةُ من قناعة راسخة بأن الأمن العربي كلٌ لا يتجزأ وأن اختلال الأمن أو استشراء الجريمة في أي بلد عربي لا بد أن تكون له تداعياتٌ وخيمة على سائر البلدان العربية.
ولعل أحد أسباب هذا النجاح أن مجلسنا الموقر حريص على تقييم آليات عمله، بما يحقق المواكبة المستمرة للتطورات الأمنية ويسمح بمعالجة التحديات المستجدة والتهديدات الإجرامية الناشئة. وهو ما يتجلى في عدة بنود من جدول الأعمال.
فستنظرون اليوم على سبيل المثال في تعديل بعض مواد أنظمة المجلس بما يتناسب مع التطورات الحاصلة في مجال عمله، كما ستنظرون في تفعيل عمل المجلس في مجال الأمن السيبراني ومكافحة الجريمة الإلكترونية وفي مجال تعزيز احترام حقوق الإنسان في سياق إنفاذ القانون. وأود أن أشير الى مشروع إنشاء فريق عمل عربي للتبادل الفوري للمعلومات بشأن المخدرات والمؤثرات العقلية، وهو ما يتقاطع مع المقترح القيم الذي تقدمت به المملكة العربية السعودية لتعزيز التعاون العربي في مواجهة هذه الآفة والوقاية منها من خلال إجراءات عملية تحد من الانتشار الكبير الذي تعرفه في الوطن العربي.
أصحاب السمو والمعالي،
يسعدني في الختام، أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي، وزير الداخلية في سلطنة عُمان، رئيس الدورة المنصرمة للمجلس، على رعايته الكريمة للأمانة العامة ومتابعته الحثيثة لأعمالها، واثقاً من أن رئاسة معالي السيد زياد هب الريح، وزير الداخلية في دولة فلسطين، للدورة الأربعين ستعطي دفعاً قوياً للتعاون الأمني العربي. كما يسرني أن أرحب بأصحاب المعالي الوزراء الذين يشاركون في أعمال المجلس للمرة الأولى، متمنياً لهم كل التوفيق والنجاح في أداء مهامهم النبيلة، وواثقاً من أننا سنلقى منهم كل الدعم والمساندة.
وفقكم الله وسدد على طريق الحق خطاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته