ألقى سعادة السيد يورغن شتوك، الأمين العام للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية “الانتربول”، كلمة في الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، قال فيها:
أصحاب السمو والمعالى،
سيداتي وسادتي
طاب يومكم السلام عليكم
يقدّر الإنتربول أيما تقدير علاقته العريقة مع مجلس وزراء الداخلية العرب. واسمحوا لي بداية أن أهنئ المجلس على جهوده المستمرة للتصدي للجريمة والإرهاب بطريقة مبتكرة. ويشرف منظمتنا أن تُسمع صوتها في هذا الاجتماع؛ فشكرا جزيلا.
ومن دواعي الفخر أيضا أن أعود إلى تونس وأحظى بهذا الاستقبال الحار في هذا البلد الجميل. وأود أن ثني على العمل البالغ الفعالية الذي يؤديه المكتب المركزي الوطني في تونس في دعمه للتعاون الشرطي على الصعيد العالمى.
والواقع أن الشعور يتزايد لدى أجهزة إنفاذ القانون في مختلف بقاع العالم بالحاجة إلى “الوحدة” من أجل مكافحة الإرهاب والجرائم عبر الوطنية.
وقد قام أحد البلدان العربية الأعضاء في الإنتربول مؤخرا، إقرارا منه بالحاجة المتزايدة إلى التعاون من أجل الأمن في العالم، بتقديم شكل غير مسبوق من الدعم لتحقيق هذه الغاية.
ففي الأسبوع الماضي فقط، عقدت الإمارات العربية المتحدة منتدى للإنتربول مخصصا لتعزيز التعاون الشرطي الدولي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة. وشارك في هذا المنتدى أيضا ثمانية عشر بلدا عضوا في الإنتربول، حاضرة هنا اليوم.
وأعلن في إطار المنتدى عن تقديم مساهمة طوعية لمدة خمس سنوات دعما لمبادرات الإنتربول. واود ان أغتنم هذه الفرصة لأعرب مجددا عن امتنان المنظمة لدولة الإمارات العربية المتحدة. فيا سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية، شكرا لكم على دعمكم الراسخ لتعزيز أهمية العمل الذي يؤديه الإنتربول.
أصحاب السمو والمعالى،
يدرك الإنتربول الصعوبات التي تواجهونها لكفالة سلامة مواطني بلدانكم وأمنهم. ففي ظل التهديدات العديدة من خارج الحدود الوطنية، تخضع أجهزة إنفاذ القانون لاختبار قاس في عملها اليوم.
وقد يحتاج أفراد الشرطة في خط المواجهة في بلدكم إلى معلومات من منطقة أخرى في العالم. وهنا تضطلع المكاتب المركزية الوطنية للإنتربول بدور حاسم إذ تصل أجهزة الشرطة فيما بينها في العالم أجمع. فشبكة الإنتربول العالمية تقوم بالفعل مقام “منظومة للإنذار المبكر”.
إن الإنتربول منظمة محايدة سياسيا. وهو يؤمّن وصل أجهزة الشرطة فيما بينها عبر الحدود الوطنية في 190 بلدا عضوا. ولا تعمل منظمتنا من أجل منطقة واحدة أو كيان سياسي بعينه، بل تقدّم الخدمات إلى جميع المناطق دون استثناء.
ونؤمن بالحوار وبإقامة المناقشات لفهم احتياجات بلداننا الأعضاء على نحو أفضل ونسعى من ثم إلى تلبية هذه الاحتياجات.
لهذا السبب نظم الإنتربول في تشرين الأول/أكتوبر الماضي اجتماعا تشاوريا مع رؤساء أجهزة الشرطة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وشارك في هذا الاجتماع أيضا ممثلون عن مجلس وزراء الداخلية العرب. معالى الأمين العام الدكتور كومان أشكركم على تخصيص الوقت لزيارة مقر الأمانة العامة للإنتربول. وفي ضوء المناقشاتالمثمرة التى أجريت العام الماضي، يتطلع الإنتربول إلى تنظيم اجتماع مماثل آخر في تشرين الثاني/نوفمبر من هذا العام.
وفي مناقشاتنا، أبديت أيضا رغبة في إنشاء مكتب إقليمي واحد للإنتربول على الأقل في المنطقة.
والمساعي جارية الان للتوصل إلى اتفاق في الرأي على بلد مضيف أو بلدان مضيفة، ولتحديد الوظائف لمكتب إقليمى أو أكثر، وفقا لما ستطلبه البلدان الأعضاء.
وقريبا، نتطلع إلى مشاركة مجلس وزراء الداخلية العرب في الحوار الذي سيقيمه الإنتربول في أيار/مايو مع هيئات الشرطة الإقليمية. مثل هذا التفاعل يتزايد. وفي مواجهة تشعب التهديدات فالشعور بالحاجة إلى العالمية، بات التعاون المتعدد الأطراف والإجراءات المشتركة أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى.
أصحاب السمو والمعالى،
اسمحوا لي في الختام أن أقول إن الإنتربول هو منظمتكم. إنه يحتاج إلى دعمكم لجعل شبكته الشرطية العالمية أشد وأقوى.
والإنتربول بحاجة إلى ضباط شرطة من بلدانكم والى كفاءاتهم وخبراتهم لمشاطرتها أسوة بكفاءات وخبرات نظرائهم من أنحاء أخرى في العالم. والإنتربول يطلب من بلدانكم استخدام منظومته المأمونة لتبادل المعلومات فيما بينها ومع أعضاء المنظمة في العالم .
وسواء تعلق الأمر بمكافحة انتشار الإرهاب المتصل بداعش أو بأي كيانات إرهابية ناشطة أخرى، يبدي الإنتربول استعداده لدعم بلدانه العربية الأعضاء في المعركة المشتركة ضد الجريمة.
ولمواجهة التحديات الأمنية من المناطق التى يمزقها النزاع في سوريا أو الصومال أو العراق أو ليبيا أو اليمن ، الانتربول يقف على أهبة الاستعداد لدعم قوات الشرطة في بلدانكم.
وستنضم المنظمة إليكم لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره بصرف النظر عن الموقع الجغرافي أو المعتقدات السياسية أو الدينية أو الحملات المغرضة للفصائل المتناحرة.
والأمر صحيح أيضا بالنسبة لكشف المجموعات الإجرامية المرتبطة بنقل المهاجرين غير الشرعيين عبر شمال ومصادرهما أفريقيا أو بالنسبة للجريمة المنظمة التي تسهل الاتجار غير المشروع بالمخدرات، وبصرف النظر عن السلعة ومصدرها ونقطة عبورها ووجهتها، سيواصل الإنتربول تقدم الدعم لبلدانه العربية الأعضاء من أجل مواجهة تهديدات الجريمة عبر الوطنية في المستقبل.
بفضل التعاون الشرطي الدولى، يمكننا معا تحقيق هذا الهدف البالغ الأهمية الذي تسعى أجهزة إنفاذ القانون إلى بلوغه من أجل إقامة عالم أكثر أمانا، ألا وهو: “الوحدة”
أصحاب السمو والمعالي،
باسم الإنتربول، شكرا جزيلا
فيديو لكلمة الأمين العام للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية: