كلمة معالي الدكتور رياض المالكي
وزير الخارجية في دولة فلسطين
في الدورة الثانية والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب
شارك معالي الدكتور رياض المالكي وزير الخارجية في دولة فلسطين في أعمال الدورة الثانية والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب التي حضرها نيابة عن دولة الدكتور رامي وليد حمد الله رئيس الوزراء ووزير الداخلية.
وقال معالي الدكتور رياض المالكي وزير الخارجية في دولة فلسطين في كلمته التي القاها في الدورة “ان اجتماع مجلس وزراء الداخلية يأتي اليوم وسط تحديات جديدة ومستجدة هدفها النيل من امن واستقرار ووحدة الدول العربية وشرعية مؤسساتها، موضحا أن هذه التحديات تأتي تحت مسميات مختلفة إلا أنها تحمل نفس الهدف وبأدوات متشابهة.
ورأى أن الوضع استفحل في سوريا وتعاظم في العراق وانتقل بسهولة الى ليبيا، بينما تتهيأ اليمن لوضع مشابه، وهذا لا يعني – حسب قوله – حصانة بقية الدول من هذه الآفة وهذا الخطر المسمى بالارهاب.
ونوه الى ان الفشل في معالجة هذه الأوضاع سوف يعرض بقية الدول لمخاطر انتقال أو انتشار هذا الشر، موضحا ان الوقت ليس في صالحنا، وأن أي تأخر أو تأخير لن يسعف في تخطي تلك المخاطر، كما أن هذا الارهاب لن يأخذ إذنا أو ينتظر عهدا حتى يطرق أبوابنا ويدخلها خلسة ليستبيحها فجرا وكفرا.
ولفت الى ان حماية الدول العربية يأتي من خلال المناعة التي يجب أن تتشكل سريعا لدرء هذا الخطر، وهذا يعني تقييم الاستراتيجية العربية لمكافحة الارهاب بكل صدق وشفافية وكل ما تحقق على صعيدها وكيف الت اليه الامور منذ التقييم الاخير وهل هناك تقدم ام تراجع وماهي اشكال التحديات الجديدة وكيف يمكن ان تتحول الاستراتيجية الى استراتيجية شاملة يشترك فيها كافة مكونات المجتمع ويتحمل الجميع مسؤولياتهم لكي يتم تعزيز مفهوم العين الساهرة والمسؤولية الشاملة والشراكة الفاعلة.
وقال “يجب ان نعزز النجاحات التي تحققت ونبني عليها، كما يجب أن نذهب الى اقصى درجات الاستعداد والتعاون لتسخير كل الامكانيات المتاحة أمامنا جميعا للنجاح في معركة مكافحة الارهاب في أية جبهة بغض النظر، فكل الجبهات المفتوحة رغم إطارها الجغرافي، إلا أنها لا تعترف بجغرافية الحدود، وتعزز بالتالي مفهوم الخطر الجماعي على كافة الكيانات السياسية والأنظمة القائمة في كافة دولنا، فلا احد منا يستطيع أن يدعي أن لا شان له في معركة مكافحة الارهاب في العراق أو سوريا أو ليبيا أو سيناء وغيرها”.
واضاف “نجاحنا في أي معركة سيعزز فرص نجاحنا في بقية المعارك، كما أن نجاحنا في الجبهات المفتوحة سيمنع فتح جبهات أخرى جديدة”.
واكد على ان فلسطين تعتبر نفسها جزءا من المعركة، وجاهزة لتحويل امكانياتها المتواضعة لصالح معركة مكافحة الارهاب، مقترحا تشكيل غرفة عمليات مشتركة مركزية لمتابعة تطورات المعركة على كافة الجبهات واحتياجاتها، ومركز استخباري تابع لها لتحليل ودراسة حجم وتدفق المعلومات وتصنيفها وتحديد خطورتها.
وحث وزير الخارجية الفلسطيني على الانتقال الى الفعل ضمن العمل العربي المشترك، بحيث يتم العمل على ترجمة هذه الخطط والاستراتيجيات الى آليات تنفيذية فاعلة وقادرة بامكانياتها أن تحدث الفارق المطلوب ضمن الإطار الزمني المقبول.
وقال “رغم تضامننا مع كل ما يتعرض منا للارهاب فنحن نطمح أن نذهب معا وسويا الى أبعد من ذلك للتأكيد أن المعالجة يجب أن تكون عربية ولنظهر مدى الجدية في المعالجة وبمشاركة الجميع منا دون اي استثناء كونها معركتنا جميعا.
وبالنسبة لأوضاع فلسطين، أشار معالي الدكتور رياض المالكي الى انها لا تقل خطورة، فالتحدي يحمل مسميات مختلفة، اسمها الاحتلال بكل تشعباته الأمنية والعسكرية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية، بحيث أرهق القدرة المميزة على المواجهة، لينتقل من المؤسسة الرسمية العسكرية للأمنية والقانونية بحثا عن كيفية إحداث هذا الارهاق، وافشال حالة الصمود وفرض أمر واقع مرير بطريقة احلالية كولونيالية بشعة، وعندما يعجز يلجأ الى عنصر المستوطنين لتسبيح كل المحرمات فيحرق المحصول ويقلع الشجر ويحرق المسجد والكنيسة والمدرسة، ويتعدى على المواطنين في الأرياف بحماية الجيش الاسرائيلي.
واعتبر ان الداعشية الاسرائيلة قد سبقت داعشية ابو بكر البغدادي في حرق الطفل محمد ابو خضير حيا قبل قتله، حتى ان وزير خارجيتها ليبرمان قد صرح مؤخرا ان العربي الذي لا يؤيد سياسات اسرائيل يجب قطع رأسه بالفأس فورا.
وكشف ان فلسطين ستستكمل انضمامها الى بقية الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، اضافة الى المنظمات والمؤسسات الدولية المختصة، مطالبا الدول العربية المساعدة لتخطي اشكالية الانضمام التي تبديها اسرائيل وبعض الدول التي توفر الحماية السياسية لإسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال.
واكد ان القيادة الفلسطينية ورئيسها السيد محمود عباس يعتبرون ان تجفيف منابع الارهاب لن يتأتى الا عبر معالجة القضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية العتيدة، كما ان استمرار الاحتلال في غيه بلا رادع سبب لحالة التطرف لدى قطاعات عديدة من الشباب الفلسطيني والعربي.
واعتبر ان دعم الحل السياسي والاسراع في التوصل الى انهاء الاحتلال واقامة الدولة ضمن حل الدولتين سيوفر الكثير من المعارك القادمة في الحرب لمواجهة الارهاب والشر.
وفي ختام كلمته عبر معالي وزير الخارجية الفلسطيني عن امله في ان تنعم الدول العربية بالأمن والاستقرار والازدهار، وان يزول الاحتلال، لتتم الصلاة سويا باذنه تعالى، في رحاب المسجد الأقصى المبارك، وان تنعقد دورة قادمة لمجلس وزراء الداخلية العرب على أرضه الطاهرة.