معالي اللواء محمد ذيب علي منصور
القى معالي اللواء محمد ذيب علي منصور الوزير بوزارة الداخلية في دولة فلسطين كلمة في حفل افتتاح الدورة الثالثة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب التي عقدت بتونس يوم 2/3/2016 م، أوضح فيها أن إنعقادُ هذا المجلس يأتي في وَقتٍ تَتَعاظمُ فيهِ جُهودُ القيادةِ الفلسطينيةِ، وعلى رأسِها سيادة الرئيس والحكومة، لاستكمالِ بناءِ مؤسسات دَولة فلسطين وتعزيزِ مُقوماتِ صُموِد الشعب الفلسطيني وَصَونِ وِحدتِهِ الوطنيةِ، والوُصولِ بالقضية العادلةِ إلى كافةِ المحافِلِ الدَوليةِ لِضمانِ إنهاءِ الإحتلالِ الإسرائيليِّ والانتصارِ لعذاباتِ الشعب الفلسطيني وتضحياتِهِ.
وأضاف أن هذا الاجتماع يأتي في غِمارِ الحِراك النِضاليِّ الذي يَخوضُهُ أبناءُ الشعب الفِلسطينيّ في مواجهةِ مُخططاتِ تغيير الوضع القائم في الحَرم القُدسيِّ الشريف مُنذُ عام 1967 ومُحاولاتِ تَدنيسِهِ وفَرضِ التقسيم الزمانيّ والمكانيّ عِليهِ، وعَزلِ مدينةِ القُدسِ وَفَصلِها عَن محيطِها الوَطنيِّ والعَربيِّ. وفي خِضَمِ الجرائمِ البَشعةِ التي يَرتكبُها جنودُ الإحتلالِ الإسرائيليِّ وَمُستوطنوهُ ضِدَ الشعب التونسي، خاصةً أطفالِهِ وشَبابِهِ، وفي ظِلِ إمعانِ الحُكومةِ الإسرائيليةِ في مُصادرةِ الأراضي وَنهبِ المواردِ وتوسيعِ مَشروعِها الإستيطانيّ، ومواصلةِ هَدمِ البيوتِ والتهجير القسريٍّ ومنعِ جُهودِ التنميةِ والبِناءِ والاستثمار في المناطق المُسماة (ج) التي تُشكلُ حوالي 64% من مساحةِ الضفةِ الغربية، واستمرارِ حِصارِها الظالِمِ والخانقِ على قِطاعِ غزةِ المكلومِ، وإحكامِ نِظامِ السيطرةِ التعسفيّ الذي تَهدفُ إسرائيلُ من خلالِهِ، إلى المزيدِ مِنَ التضييقِ على الشعب الفلسطيني ومنعِ عجلةِ التنميةِ وتعطيلِ تَطورِ الاقتصاد الوَطنيِّ.
وأكد أنه في ظل استمرارِ وتفاقُمِ الأوضاعِ بالغةِ الخُطورةِ التي تَعيشُها بعضُ الدولِ العَربيةِ، خصوصاً اتساع نطاقِ الإرهابِ والتطرفِ والجَريمة بأنواعِها، والتي تَهدفُ بِمجمَلِها إلى زَعزعةِ الأمنِ والاستقرارِ والتنميةِ في بُلدانِنا، فإنه يثمن الجُهودَ الكبيرةَ التي بُذِلَتْ ولا تَزالُ تُبذَل، لِمواجهةِ هذهِ التحديات والتهديدات، ترجمةً وتَكريساً للواجِبِ الوَطنيِّ في حِمايةِ مُستقبلِ ومَصير أوطانِنا، والذي يُعدُ مسؤوليةً كبيرةً لا تتجاوزُها أولويةٌ أُخرى.
وقال معالي اللواء منصور أن الوقتَ قد حانَ لتجاوِز الأنماط التقليديةِ بالتفكيرِ، إلى العَمل الجاد لإعادةِ تعريفِ “الأمنِ القوميّ العربيّ”، بِمفهومٍ يَستجيبُ لِمُعطياتِ العَصرِ والواقعِ، ويَعززُ قدراتِ مُجابهة أيةِ تحدياتٍ قائمةٍ أو تَهديداتٍ مُحتَمَلَةٍ”.
وتوجه في ختام كلمته ببالغ الشُكرِ والامتنانِ إلى الدُولِ الشقيقةِ، على الدَعم الذي تُقدمهُ لفلسطينِ وعلى التضامُنِ المُتواصِلِ مَعَ شعبِها الصامِدِ المُرابِطِ على أرضِهِ، متطلعا إلى استمرار هذا الدعم وتعزيزه على مختلف المجالات والصعد. ومؤكدا على مواصلة العملَ الحثيثَ عل تَطويرِ وتأطيرِ العلاقات الإستراتيجيةِ البَنّاءَةِ بينَ فِلسطين والدولِ العربيةِ الشقيقةِ باتفاقياتٍ ومُذكراتِ تَعاونٍ ثُنائيةٍ تُنظمُ هذه العِلاقات في إطارِ غاياتِ ومَقاصدَ مَجلسِ وزراءِ الداخليةِ العرَب، وبما يفتحُ المجالَ واسعاً أمام المزيدِ مِن آفاقِ التعاونِ والتبادُلِ الثُنائيِّ الذي يَخدمُ مصالِحَنا المُشتركةَ.