بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد
معالي السيد الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب
سعادة الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر
أصحاب المعالي والسعادة
أيها السيدات والسادة
يسعدني أن أرحب مجددا بهذا الجمع الكريم وأن أفتتح أشغال الملتقى الثالث لرؤساء أجهزة الحماية المدنية والدفاع المدني ورؤساء جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر
في الدول العربية وأحيي بهذه المناسبة السادة رؤساء أجهزة الحماية المدنية والدفاع المدني والوفود المرافقة لهم وأرحب بكم جميعا مجددا في تونس الوفية دوما لقيم التعاون والتضامن والحريصة على الإسهام الفاعل في دعم مقومات العمل العربي المشترك.
كما يطيب لى أن أتوجه مرة أخرى بالتحية والتقدير إلى معالي الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب معربا لمعاليه عن إكباري للرعاية الموصولة التي ما إنفك يحيط بها هذا المجلس.
أصحاب المعالي والسعادة،
وفي هذا الإطار يمثل هذا الملتقى خطوة مهمة لتعزيز التعاون بين أجهزة الحماية المدنية والدفاع المدني والجمعيات الوطنية الناشطة في مجال النجدة والإنقاذ والإغاثة وذلك في سبيل تفعيل آليات العمل التنسيقية في ما بينها أثناء تقديم المساعدات والقيام بأعمال الإغاثة والإنقاذ إبان الأزمات، بالإضافة إلى كونه يمثل فرصة لدعم مساهمة هذه الأجهزة والجمعيات في تطوير الأنظمة القانونية والتشريعية الوطنية وسياسات الاستجابة وإدارتها للحد من مخاطر الكوارث .إن ما يشهده العالم اليوم من تحولات متسارعة في مختلف قطاعات ومجالات الحماية المدنية والدفاع المدني يحتم علينا العمل الدؤوب جنبا إلى جنب مع الجمعيات الوطنية من أجل مواكبة هذه المتغيرات وإدراك أبعادها ورفع تحدياتها بما يقتضيه ذلك من التحلي بصدق العزيمة وروح المبادرة وتوحيد الكلمة في إطار ما يربطنا من وشائج قربى وأواصر أخوة وما يجمعنا من تطلعات وطموحات مشتركة.
أصحاب المعالي والسعادة،
كما يؤكد هذا الملتقى في مضمونه حرص الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب على إيلاء أهمية كبرى للعمل المشترك بين أجهزة الحماية المدنية والدفاع المدني وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر بمختلف الدول العربية بهدف توحيد جهود العمل الإغاثي والإنساني للاجئين أو حال وقوع الكوارث لا قدر الله حيث أدرج هذا الملتقى الموقر ضمن إهتماماته مجموعة من البنود الهامة التي تخص تقييم مختلف الاستراتيجيات والخطط المرحلية ذات الصلة بعمل أجهزة الحماية المدنية وفي مقدمتها أهم نتائج تطبيق توصيات الملتقى الثاني لرؤساء أجهزة الحماية المدنية ورؤساء الجمعيات، وإستعراض تجارب الدول الأعضاء في مواجهة الكوارث والحوادث الكبرى، وكذلك عرض تجارب جمعت أجهزة الحماية المدنية والجمعيات الوطنية، والتطورات المستجدة في أنشطة ومهام جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في الدول العربية، وأخيرا إدارة وتسيير مخيمات اللاجئين في العالم العربي وهي مواضيع تكتسي أهمية بالغة في ضوء التحولات الاقتصادية والاجتماعية العالمية المتسارعة بما يؤكد الحاجة إلى بذل مزيد من الجهد حتى تكون أجهزة الحماية المدنية والجمعيات الوطنية دوما فى مستوى المهام المناطة بعهدتهم متفاعلة مع هذه المتغيرات ومواكبة لأحدث التقنيات والمناهج العلمية ضمانا للوقاية وتعزيزا لنجاعة التدخل وحماية المجتمع من مختلف المخاطر والكوارث.
ولاشك أن تظافر جهود الخبرات العربية وإستثمار ما يتيحه التطور التكنولوجي في هذا المضمار من شأنه أن يحقق الأهداف المنشودة ويعود بالنفع على المواطن العربي سواء على سبيل الوقاية أو على صعيد النجدة والإنقاذ والإسعاف، ونحن على ثقة بأن مساعيكم وجهودكم الصادقة هي خير سبيل لبلوغ النتائج المرجوة لهذا المؤتمر وتحقيق الإضافات المتميزة التي تسهم في مزيد ترسيخ أركان الأمن العربي المشترك وتعزيز مقومات مناعة مجتمعاتنا ونمائها من خلال ضمان سلامتها من المخاطر والكوارث. يعد هذا الملتقى فرصة مهمة بالرجوع إلى ما تعانيه الدول الأشقاء بسبب أزمات اللجوء والكوارث للنظر في أهمية تضمين عمليات الحد من أخطار الكوارث في خطط التنمية الوطنية، من خلال إجراء تقييم الأخطار المحتملة وتحديد السبل الكفيلة لمواجهتها، كما تتطلع الأوساط المهتمة بالعمل الإنساني والإغاثي إلى الخروج بقاعدة بيانات وتشكيل لجان مشتركة تعمل على نشر التوعية ومبادئ الثقافة الوقائية من الكوارث، ومواجهة الأزمات لدى عموم المواطنين.
كما نأمل أن يكون هذا الملتقى بداية طريق لإيجاد نظام تطوعي عربي لمواجهة الكوارث والأزمات ويسمح للشباب العربي بممارسة التطوع الذي يمكنه من حفظ حقوقه وأداء واجباته، ووضع آلية مشتركة لتحفيز روح التطوع وإعداد وتدريب المتطوعين في الدول العربية من خلال توحيد مناهج تدريب أفراد هذه الأجهزة وكذلك متطوعي تلك الجمعيات وتوعيتهم في مجالات مجابهة الكوارث والطوارئ والوقاية منها بالإضافة إلى إعداد فرق متخصصة ومدربة ومزودة بأحدث التقنيات والمعدات اللازمة بحيث يمكن مشاركتها عند الضرورة .
ولا يسعني في الختام إلا أن أجدد الترحيب بكم بتونس وأن أسال الله أن يكلل أعمال هذا الملتقى بالنجاح والتوفيق.