سعادة محافظ الشرطة عام عبد اللطيف العيادي رئيس المؤتمــر،
أصحاب السعادة رؤساء وأعضاء الوفود،
أيها السادة الكـــرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني أن أرحب بكم في تونس العزيزة التي تحتضن مقر مجلسنا الموقر بكل كرم وحفاوة، داعين الله عز وجل أن يقيها وسائر الدول العربية مخاطر الإرهاب وشروره وأن يُنعم عليها باطراد التقدم والازدهار في كنف الأمن والاستقرار.
ويشرفني أن أتقدم إلى أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب بكل التقدير والعرفان لرعايتهم الكريمة للأمانة العامة، وحرصهم على تعزيز التعاون الأمني العربي.
سعادة الرئيـــس،
أصحاب السعـادة،
اسمحوا لي في البداية أن نترحم على أرواح كل رجال الأمن البررة الذين سقطوا في سبيل أداء واجبهم النبيل، إثر عمليات إرهابية غادرة، راجيا لهم الرحمة والرضوان ولذويهم الصبر والسلوان.
وإن مثل هذه العمليات الجبانة التي تدل على إفلاس التنظيمات الإرهابية بعد نجاح الجهود العربية والدولية في مكافحتها، تشير الى تحديات جديدة في مجال الإرهاب، ستكون موضوعاً لمناقشاتكم اليوم ضمن البند المتعلق بعمليات الذئاب المنفردة.
ومن بين التحديات التي على أجهزتكم الانتباه لها أنماط مشاركة المرأة مع الجماعات الإرهابية، إذ تسعى هذه الجماعات جاهدة الى استقطاب النساء في صفوفها لتيسير عملياتها الإجرامية، نظرا للوضع الخاص الذي تتمتع به المرأة، خاصة في مجتمعاتنا العربية.
ومن بين المواضيع المثيرة للاهتمام موضوع المواطنة الرقمية ودورها في مواجهة الإرهاب الإلكتروني، في ظل الاستخدام المتعاظم لمواقع التواصل الاجتماعي من قبل الجماعات الإرهابية للتجنيد والتواصل مع أتباعها وبث خطاب التطرف والعنف، وفي ظل استخدام الإنترنت لقرصنة المواقع وتعطيل الأنظمة المعلوماتية التي لم يعد بالإمكان الاستغناء عنها في مختلف مناحي الحياة المعاصرة، مما يجعل من الضرورة اتخاذ تدابير جماعية لمواجهة الجريمة السيبرانية عموما، واستخدامها في الإرهاب خصوصا، وهذا ما نسعى إليه الآن من خلال إنشاء وحدة في نطاق المكتب العربي لمكافحة التطرف والإرهاب لتعزيز التعاون بين الدول العربية للتصدي لهذا النوع من الجرائم الخطيرة.
إن موضوع السلوك الإرهابي الذي سينظر فيه مؤتمركم اليوم موضوع في غاية الأهمية لأنه يرتبط بالنواحي النفسية التي تجعل إنساناً ما قابلا للاستقطاب من قبل دعاة التطرف ومستعدا للانخراط في العنف، وإذا لم نستطع فهم الأسس النفسية والسلوكية التي تدفع بهذا الشخص او ذلك لارتكاب الفعل الإرهابي، فإننا لن ننجح في جهودنا للوقاية من الإرهاب ولا في مساعينا لتحصين أبنائنا من الانزلاق في درك الإجرام.
والى جانب كل هذه البنود المهمة سيسمح هذا المؤتمر بتبادل التجارب القيمة وتقاسم الممارسات الفضلى من خلال العروض التي ستقدمها الدول الأعضاء ومختلف المنظمات الإقليمية والدولية.
سعادة الرئيـــس،
أصحاب السعادة،
يسعدني في ختام هذه الكلمة أن أرحب بكافة ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية، شركائنا في مكافحة الإرهاب الذين يشرفوننا بحضورهم اليوم.
وختاما أجدد الترحيب بكم جميعاً، راجياً لأعمالكم أن تكلل بالنجاح.
وفقكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته