بسم الله الرّحمان الرحيم
معالي الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب
السادة رؤساء وأعضاء الوفود،
السادة الأفاضل، الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يشرفني باسمي الخاص وباسم الوفد التونسي المرافق لي أن أرحب بممثلي جميع الدول الحاضرة في بلدكم تونس وأتمنى للجميع قضاء فترة إقامة طيّبة بها، فحللتهم أهلا ونزلتم سهلا.
وإنّي أعبّر عن بالغ السعادة للمشاركة إلى جانبكم والمساهمة في أشغال المؤتمر 20 للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب المنعقد يومي 8 و9 نوفمبر 2017 بتونس.
كما لا يفوتني أن أبلغكم تحيات وسلام معالي السيّد لطفي براهم وزير الدّاخلية بالجمهورية التونسية وتمنياته لكم بقضاء إقامة طيّبة ببلدكم تونس والنجاح لأشغال فعاليتنا.
ويشرفني بذات المناسبة أن أتقدم إلى أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب بكل التقدير والعرفان على حرصهم على تعزيز التعاون الأمني العربي، وإلى السادة القائمين والساهرين على هذا المجلس الموقر، على ما يقومون به من عمل دؤوب بالتنظيم لكافة الفعاليات واللقاءات الأمنية العربية وتنفيذ قرارات المجلس ومتابعتها.
وإذ نؤكد على الروابط المتعدّدة التي تجمع بين بلداننا، فإننا نرجو تعزيز أواصرها بدفع التعاون وتوحيد الجهود الصادقة بيننا بما يخدم الأمن والسلم والاستقرار بأوطاننا وبمنطقتنا العربية.
حضرات السادة الأفاضل،
إن اجتماعنا اليوم المتنزل في إطار المؤتمر الدوري للمسؤولين عن مكافحة الارهاب الذي يحتضن مجلس وزراء الدّاخلية العرب أشغاله ، تفرضه التهديدات المتنامية التي تستهدف بلداننا والمرحلة الدقيقة والحسّاسة التي تمرّ بها المنطقة، بما يمنح الفرصة للالتقاء على درب تعزيز العمل المشترك وتبادل الخبرات وبحث ومناقشة السبل الكفيلة بمحاربة ومكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي سيساهم بصفة مباشرة في تحصين بلداننا في ما يتّصل بالظواهر الإرهابية وإشاعة الطمأنينة والسلم بأوطاننا.
في هذا السياق، وفي ظلّ ما تشهده المنطقة من تطورات أمنية وما رافقها من تزايد للتهديدات الإرهابية ، فإن جمعنا الكريم مدعوّ إلى مزيد البحث عن تدابير ملموسة وعملية تمكّن من مزيد تعزيز التعاون الأمني بيننا في إطار التصّدي لهذه التهديدات من منطلق إيماننا بانعدام إمكانية مواجهتها والقضاء على مصادرها إلا في إطار تعاون مشترك وفعّال.
أصحاب السعادة،
لقد خاضت بلادنا في السنوات الأخيرة حربا ضدّ الإرهاب استشهد خلالها عدد من حماة الوطن والأبرياء التونسيين والأجانب، من خلال عمليات جبانة غادرة نفذها عدد من الإرهابيين باسم الدين والدين منهم براء.
ويعرف الوضع الأمني بتونس في الوقت الراهن تحسّنا مطّردا بلغ مرحلة الاستقرار، وذلك بفضل وعي شعبها وتكاتفه ورفضه للإرهاب والتعصب الديني ووطنية رجالاتها وتمكّن مؤسساتها الأمنية والعسكرية من تحقيق عديد النجاحات الأمنية ودحر الجماعات الإرهابية وتفكيك خلاياها والمرور من مرحلة مكافحة الإرهاب إلى مرحلة استباق خطره والمبادرة بتنفيذ عمليات تستهدف جماعاته في معاقلها.
كما بادرت السلطات التونسية باتخاذ جملة من الإجراءات في إطار مكافحة الظاهرة الإرهابية في نطاق مقاربة وطنية متعدّدة الأبعاد (أمنية واقتصادية ودينية وقانونية وتربوية وثقافية) وترتكز على ثلاثة جوانب وقائية وزجرية وتعزيز التعاون الدولي، إلى جانب وضع إستراتيجية وطنية لمكافحة التّطرف والإرهاب، بمشاركة جميع الأطراف المعنية، وبالارتكاز على أربعة أركان أساسية وهي الوقاية والحماية والتتبع والردّ، تفعّل في إطار الحكم الرشيد واحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان.
إنّ الحرب على الإرهاب لا تزال طويلة وتفرض التعاون والتكاتف من أجل اجتثاثه، وإن تونس اليوم وأكثر من أي وقت مضى مصرّة على أن لا مكان للإرهاب على أراضيها، وأن وحداتنا الأمنية والعسكرية متراصة صفا واحدا للدفاع عن سلامة الوطن والذود عن حماه.
السادة الكرام،
أتمنّى أن ينبثق عن مؤتمرنا هذا، بفضل مساهماتنا جميعا وإثراءاتنا، جملة من التوصيات والتصوّرات لتحقيق نقلة نوعيّة في تعاوننا، من أجل مقاومة آفة التطرّف والعنف والإرهاب، وذلك على درب دعم مناعة وإستقرار منطقتنا.
ولا يسعني في الأخير إلا أن أتمنى أن تكلل أشغال مؤتمرنا هذا بنتائج إيجابية ومثمرة تساعدنا في المضي قدما نحو رسم الاستراتيجيات الأمنية العربية في كنف المجهودات المبذولة من طرف الأمانة العامة لمجلس وزراء الدّاخلية العرب وكل الجهات التي تسهر على إنجاح هذه المساعي والأهداف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته