صاحب المعالي السيد أحمد أويحيى الوزير الأول في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيـــة،
معالي السيد نور الدين بدوي وزير
الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، ممثل فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية
صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف آل سعود،
وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية،
الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب،
أصحاب السمو والمعالي الوزراء،
أصحاب السعادة،
أيها السادة الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يشرفني ونحن نجتمع اليوم على أرض الكرم والإخاء، بلد البطولات والتضحيات، جزائر الشهداء أن أرفع الى فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفلية حفظه الله ورعاه أنبل مشاعر المودة والتبجيل والاحترام وأصدق الشكر والتقدير على تكرمه بوضع هذه الدورة تحت رعايته السامية وعلى مباركته لأعمالها بهذه الكلمة القيمة الزاخرة بالرؤى العميقة.
والشكر موصول إليكم صاحب المعالي الوزير الأول على حرصكم على حضور هذا الحفل البهيج رغم مشاغلكم الجمة، وهو ما يدل على ما تولونه وحكومتكم الرشيدة لأعمال مجلس وزراء الداخلية العرب من كريم العناية.
ولا يفوتني أن أتقدم لمعالي السيد نور الدين بدوي وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بجزيل الشكر والامتنان على الإمكانيات الكبيرة التي سخرتها الوزارة الموقرة لهذه الدورة مما وفر الأجواء المناسبة لسير أعمالها بكل راحة وطمأنينة.
والشكر والتقدير أيضا لمعالي اللواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني على الدور البناء الذي يضطلع به دائما في تعزيز التعاون الأمني العربي واهتمامه الشخصي بأنشطة الأمانة العامة.
أصحاب السمو والمعالي،
اسمحوا لي في مستهل هذه الكلمة أن أعبر عن ارتياحنا البالغ لإجماع أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب على اختيار صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف آل سعود وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية رئيسا فخريا لمجلسهم الموقر، تقديرا لما توليه المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لمسيرة التعاون الأمني العربي من دعم كبير ورعاية موصولة، ونظرا لحرص سموه الكريم شخصيا على تعزيز الدور البناء الذي لعبته المملكة في نشأة هذا المجلس وتطوره.
وينبع ارتياحنا هذا من كون الرئاسة الفخرية كانت دائما ضامنة للتوافق في الرؤى داخل هذا المجلس وداعمة لأجواء المودة والوئام التي سادت مداولاته، مما أسهم في المكانة المرموقة التي بات يحتلها، على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأكثر من ذلك، فإن الرئاسة الفخرية في مجلسنا الموقر لم تعد أمرا شرفيا فحسب بل باتت من صلب أنظمة المجلس إذ ينص النظام الأساسي لجائزة الأمير نايف للأمن العربي المعتمد هنا عام 2015م، على أن الرئيس الفخري للمجلس هو رئيس هيئة أمناء الجائزة.
لهذه الأسباب نحتفي في الأمانة العامة بتنصيبكم ـ صاحب السمو الملكي ـ رئيسا فخريا للمجلس، مقدرين كل التقدير الدعم الذي تولونه أنتم وأخوانكم أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب لتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك.
أصحاب السمو والمعالي
ما تزال المنطقة العربية تعيش أوضاعا أمنية دقيقة تتميز باستفحال التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي للدول العربية والعمل على زعزعة استقرارها وإذكاء النعرات الطائفية والمذهبية، سعيا الى تفتيت اللُّحمة الاجتماعية بين شعوبها وتقويض الوئام الذي نعمت به طيلة قرون.
وتضاف الى هذه التدخلات التحدياتُ المرتبطة بالجريمة المنظمة عبر الوطنية من ترويج للمخدرات واتِّجار بالبشر وتهريب للمهاجرين وغسل للأموال المتأتية من عائدات هذه الجرائم، التي تجعل خصوصيةُ الوطن العربي الجغرافيةُ بلدانَنا عُرضةً لتداعياتها الخطيرة.
ونظرا للاعتماد المتزايد في بلداننا العربية على نظم المعلومات والتجارة الرقمية، فإن الأخطار المتعلقة بالجريمة الإلكترونية تُرتِّب على عاتق أجهزة الأمن العربية مسؤولياتٍ متزايدة.
ورغم النجاحات التي تحققت ضد التنظيمات الإرهابية، فإن المخاطر الناجمة عن عودة المقاتلين من مناطق الصراع وبؤر التوتر وانتقال التنظيمات الإرهابية الى مناطق جديدة تقتضي منا تكييف خطط المواجهة وآلياتها للتعامل مع هذه الأخطار المحدقة.
في ظل هذه الظروف تتأكد الحاجة الى تعزيز التعاون الأمني العربي وإلى التنسيق مع الدول المجاورة والمنظمات الإقليمية والدولية التي نتشارك معها في مواجهة التحديات الأمنية ذاتها، وهذا ما سينظر فيه مجلسكم الموقر اليوم من خلال مذكرة التفاهم المقترحة مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والبرامج المزمع إنجازها بالتعاون مع مشروع مكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجهاز الشرطة الأوروبية (اليوروبول).
ودعوني أشير هنا بكل فخر واعتزاز الى نجاح كبير تحقق العام الماضي في أبرز المنتديات الشرطية العالمية ألا وهو انتخاب دولة فلسطين عضوا في المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الأنتربول)، والذي كان للدول العربية كافة بالتنسيق مع بعض الدول الصديقة، دورٌ بارزٌ في تحقيقه.
ولا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أجدد لإخواننا في فلسطين أخلص التهاني القلبية، راجيا أن يكون هذا المكسب فاتحة لتحقيق الشعب الفلسطيني العزيز تطلعاته ونيل حقوقه المشروعة.
أصحاب السمو والمعالي،
يسعدني في الختام أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى معالي السيد لطفي ابراهم رئيس الدورة المنصرمة للمجلس، على رعايته الكريمة للأمانة العامة ومتابعته الحثيثة لأعمالها، متمنياً لمعالي السيد نور الدين بدوي كل التوفيق والنجاح في رئاسة الدورة الخامسة والثلاثين. كما يسرني أن أرحب بأصحاب السمو والمعالي الوزراء الذين يشاركون في أعمال المجلس للمرة الأولى، راجياً لهم كل التوفيق في أداء مهامهم النبيلة، وواثقاً من أننا سنلقى منهم كل الدعم والمساندة تعزيزاً لمسيرة العمل الأمني العربي المشترك.
وفقكم الله وسدد على طريق الحق خطاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته