شارك معالي الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب في احتفالات تأسيس الأمن الوطني بالمملكة المغربية في ذكراها التاسعة والستين التي تنظمها المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب التراب بمركز المعارض محمد السادس بمدينة الجديدة المغربية وذلك بالتزامن مع فعاليات الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني التي تنظم لغاية 21 مايو الجاري تحت شعار "فخورون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد".
وألقى معالي الأمين العام كلمة في حفل الافتتاح الذي ترأسه معالي السيد عبدالوافي لفتيت وزير الداخلية ومعالي السيد عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني أعرب فيها عن تقديره البالغ لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، على العناية الموصولة التي يوليها للعمل الأمني العربي المشترك، ومساعيه المحمودة في خدمة القضايا العربية وتدعيم الأمن والسلم الدوليين، والرعاية الكريمة التي يحيط بها مجلس وزراء الداخلية العرب، مشيدا بالمستوى المرموق الذي وصلت إليه الأجهزة الأمنية المغربية، كما ثـمن معاليه الدعم السخي الذي تقدمه وزارة الداخلية في المملكة المغربية للأمانة العامة، ومكتبها المختص بالحماية المدنية وشؤون البيئة.
وأشار معاليه في كلمته إلى أن فعاليات هذه الأبواب المفتوحة تشكل مناسبة فريدة لإطلاع الجمهور الواسع على الرسالة الأمنية النبيلة وعلى المهام الكبيرة التي تضطلع بها الشرطة المغربية وما تتحمله في سبيل ذلك من مشاق وتضحيات، كما تعد فرصة سانحة للوقوف على الشوط الكبير الذي قطعته الأجهزة الأمنية المغربية ـ في تناغم تام مع مسارات التنمية المتسارعة التي تشهدها المملكة ـ بفضل العناية الكريمة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، لرخاء المواطن وأمانه وحرص القائمين على قطاع الأمن المغربي، على توفير كل الأسباب اللازمة لذلك.
وثـمـن معاليه في الكلمة النجاحات التي حققتها الشرطة المغربية والتي جعلتها تكتسب مزيدا من التقدير والاحترام على المستويين الإقليمي والعالمي، وتحظى بثقة نظيراتها عربيا ودوليا، حيث أصبحت هذه التجربة المغربية الثرية مصدر إلهام ومثلا يحتذى في مجال تكريس التصور الحديث للعمل الأمني في علاقته بتدعيم حقوق الإنسان وتحسين الظروف المعيشية للسكان وانتهاج أساليب الشرطة المجتمعية.
وأشار معاليه في كلمته إلى القرار البناء الذي اتخذته هيئة أمناء جائزة الأمير نايف للأمن العربي برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، في اجتماعها الأخير بمنح معالي السيد عبد اللطيف حموشي المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني وسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الأولى تقديرا لجهوده الموفقة في تدعيم مسيرة العمل الأمني العربي المشترك وتعزيز الحضور العربي في المحافل الدولية.
كما ثـمن معاليه عالياً إجماع الدول الأعضاء في منظمة الإنتربول على اختيار مدينة مراكش الحمراء مكانا للجمعية العامة الثالثة والتسعين القادمة لهذه المنظمة الشرطية العريقة وفوز السيد والي الأمن محمد الدخيسي، المدير المركزي للشرطة القضائية ورئيس شعبة اتصال الرباط ورئيس المكتب المركزي الوطني أنتربول الرباط بمنصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة عن قارة إفريقيا. وهما نجاحان يعكسان التقدير الكبير الذي يحظى به الأمن المغربي.
من جانب آخر قام معالي الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب ومعه معالي الدكتور عبد المجيد بن عبد الله البنيان رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية خلال فعاليات حفل الافتتاح بتسليم معالي السيد عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني وسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الأولى والدرع الخاص به، والذي تم منحه له من قبل هيئة أمناء جائزة الأمير نايف للأمن العربي.
فعاليات وأنشطة مختلفة
تضمنت فعاليات الإفتتاح عرضا لشريط فيديو حول تاريخ المديرية العامة للأمن الوطني، ولوحة استعراضية لكوكبة الدراجين وشرطة الخيالة، وعرضا لشريط فيديو حول المقر الجديد للمديرية العامة للأمن الوطني، فضلا عن شريط فيديو حول تدخل القوة الخاصة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، كما جرى تقديم لوحة استعراضية لتقنيات الدفاع الذاتي (المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني)، وعرض فيديو حول البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية، ولوحة استعراضية لحملة السلاح وشرطة الخيالة، فضلا عن تسليم أوسمة ملكية على عدد من موظفي الشرطة الموشحين.
كمايتضمن فضاء هذه التظاهرة، عدة عروض تمثل مختلف مجالات التدخل العملياتي، والتي تشمل المشي العسكري، وتقنيات التدخل والدفاع الذاتي، والقوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، والحماية المقربة والفرقة المركزية للتدخل (BCI)، وكوكبة الدراجين، وشرطة الخيالة، والكلاب المدربة للشرطة، والفرقة الموسيقية، إلى جانب أروقة متنوعة، تشمل فضاءات "شهداء الواجب"، و"المتحف"، و"معرض السيارات القديمة للشرطة"، و"معرض الفن"، كما يضم أجنحة "الدوريات الذكية"، و"الرأسمال البشري"، و"الهوية الرقمية"، و"السلامة الطرقية"، و"التدخل"، و"الشرطة التقنية والعلمية"، و"شرطة الحدود"، و"اللوجستيك العملياتي"، و"التوعية".
وسيتم في إطار هذه الأيام المفتوحة كذلك تنظيم عدة ندوات علمية حول "الذكاء الاصطناعي في المجال الأمني"، و"احتضان المغرب للدورة 93 للجمعية العامة لمنظمة الإنتربول: نموذج للريادة المغربية في مجال التعاون الأمني الدولي"، و"الهوية الرقمية، قاطرة التحول الرقمي للخدمات العمومية"، و"الأمن الرياضي وتحديات تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030"، و"منصة إبلاغ.. سنة في خدمة الأمن الرقمي".
الجدير بالذكر أن هذه الأيام التواصلية المفتوحة بدأت سنة 2016 بمدينة الدار البيضاء، قبل أن تصبح تظاهرة سنوية تمكّن المواطنين من مختلف الأعمار والفئات من اكتشاف الجوانب المتعددة لمهنة الشرطة، والسماح بالتواصل بشكل مباشر مع رجال ونساء الأمن الوطني من مختلف المجالات والتخصصات.
وقد أضحت هذه الفعالية، التي احتضنت دوراتها السابقة مدن الدار البيضاء ومراكش وطنجة وفاس وأكادير، موعدا سنويا مع المواطنين وفرصة للتفاعل المباشر مع موظفي الشرطة والاستفسار عن مهن وأنشطة مصالح الأمن الوطني.
