حماية وسلامة الأشخاص والممتلكات والثروات مسؤولية يتقاسمها الجميع
وجه معالي الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب رسالة بمناسبة اليوم العالمي للحد من الكوارث أبرز فيها أهمية نشر وتطوير مفاهيم ومبادئ ثقافة الوقاية والحماية الذاتية في مواجهة الكوارث والحوادث لدى المواطن، وجاء نص الرسالة كالآتي:
"تحتفل الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب مع المجتمع الدولي في الثالث عشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للحد من الكوارث، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة مناسبة لتعزيز التوعية بالتدابير اللازمة للوقاية من الكوارث والحد من آثارها.
ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للحد من الكوارث هذا العام تحت شعار "المعرفة من أجل الحياة" لإثارة الانتباه إلى أهمية العلم والمعرفة كإحدى الركائز الأساسية في منظومة مواجهة الكوارث، وإلى إبراز أهمية الإلمام بالمخاطر التـي تنتج عنها وأساليب الوقاية منها.
ذلك أن المواطن المتعلم تكون له دراية أكثر بالأخطار المحدقة به، وتكون له القدرة على حماية نفسه والمشاركة في الوقاية الجماعية عكس المواطن الجاهل بالإجراءات الواجب اتخاذها في مثل هذه الحالات، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تزايد للكوارث والأزمات، كما يُعد اكتساب المواطن لمبادئ الثقافة الوقائية أحد العناصر التـي تؤثر إيجابا في إدارة ومواجهة الكوارث، مما يستوجب تخطيط وتنفيذ برامج وأنشطة لتعليم وتدريب المواطنين على الوقاية من الكوارث والحد من تأثيراتها، وكذا الوعي بمفهوم السلامة الذي يعتبر مبدأ يسعى الجميع لتحقيقه.
فالمعرفة من أجل الحياة كشعار للاحتفال، يهدف إلى دعوة وتشجيع الأمم والمنظمات والهيئات والأفراد على التعلم واكتساب المعارف والمدارك والارتقاء بالوعي الوقائي وتنمية ثقافة الحماية المدنية بدل الانزواء والجهل والكسل والاعتماد على الآخرين، كما يروم أيضا العمل على التقليل من آثار الكوارث، إذ أن الأشخاص الذين يملكون المعرفة لاتخاذ التدابير اللازمة في حال وقوع كارثة لا قدر الله، تكون لديهم- كما هو معروف - فرص أكثر للنجاة، وتقليل المخاطر والأضرار إلى الحدود الدنيا.
ويشكل الاحتفال بهذه المناسبة فرصة للتذكير بالجهود التي يبذلها مجلس وزراء الداخلية العرب للحد من الكوارث من خلال إنجازاته في مجال الحماية المدنية وحماية وتنمية البيئة.
ويكفي أن نشير هنا إلى المساعي الجارية حالياً في نطاق المجلس لإعداد استراتيجية عربية للاستجابة للكوارث الطبيعية، وإلى البرامج التي تم إنجازها من قبل، مثل سيناريو التدخل والتنسيق بين الدول الأعضاء عند حدوث كارثة والتفكير في إنشاء مستودعات عربية للمواد الإغاثية بما يسهل عملية الحد من آثار الكوارث.
وقد دأب المجلس على حث الدول العربية على اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة من أجل وضع اشتراطات السلامة وتعميمها وشرحها لعموم المواطنين وبكافة الوسائل المتاحة، ونشر وتطوير مفاهيم ومبادئ ثقافة الوقاية والحماية الذاتية في مواجهة الكوارث والحوادث لدى المواطن، والتـي أضحت مؤشرا من مؤشرات التطور الحضاري والإحساس بالمسؤولية، وتعبيرا عن روح التضامن الوطنية التـي تحرك الأفراد والمجتمعات في كل أنحاء العالم. كما عملت الأمانة العامة على إعداد وتعميم العديد من الأدلة والكتيبات والمطويات الإرشادية في موضوع السلامة واعتماد العديد من التوصيات والقرارات ذات العلاقة، إضافة إلى تنظيم ندوات وورشات تدريبية للفاعلين والمتدخلين في هذا الميدان.
وتعول الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب على اليوم العالمي للحد من الكوارث ليكون مناسبة لتنظيم تظاهرات على المستويين الوطني والعربي للتوعية بأهميةالوقاية من الكوارث ومواجهتها، والتأكيد على أن حماية وسلامة الأشخاص والممتلكات والثروات مسؤولية يتقاسمها الجميع، من أجهزة حكومية وهيئات ومنظمات مجتمع مدني وقطاع خاص وأفراد".