×
الأربعاء، 23 إبريل 2025 من نحن اتصل بنا

رسائل الأمين العام

الرئيسية رسائل الامين العام رسائل الامين العام رسالة معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب بمناسبة ...

رسالة معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب بمناسبة اليوم العالمي للحماية المدنية (الدفاع المدني) 2024م.

 

يبرز الاحتفال باليوم العالمي للحماية المدنية (الدفاع المدني) في الأول من شهر مارس/آذار من كل عام، المكانة الخاصة التـي توليها الحكومات والهيئات الدولية والإقليمية وجمعيات المجتمع المدني والأفراد لأعمال وأنشطة أجهزة الحماية المدنية (الدفاع المدني)، نظراً لما تقوم به هذه الهياكل الحيوية من إسهام أساسي في دعم وإسناد خطط التنمية ومواجهة الكوارث والأزمات التـي تهدد حياة الإنسان وسبل عيشه، كما يعد هذا اليوم مناسبة لنشر وتعميم تعليمات السلامة والوقاية بين كافة المواطنين، من خلال تنظيم البرامج والحملات التوعوية بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات والشركات والجامعات والمعاهد والمدارس.

ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للحماية المدنية (الدفاع المدني) لهذا العام تحت شعار "التقنيات المبتكرة في خدمة الحماية المدنية (الدفاع المدني)"، للفت الانتباه إلى أهمية الاستفادة من الإمكانيات التي توفرها الأنظمة التقنيـة والبرامـج المعلوماتية والتطبيقـات التكنولوجيـة الحديثة للتنبؤ بالكوارث والأزمات والمخاطر، والتأهب لها وإدارة مواجهتها، وكذا لإبراز دور تقنية ونظم المعلومات وتطبيقاتها في تعضيد الأداء البشري وتيسير آليات معالجة وتبادل المعلومات والبيانات ذات الصلـة بالحماية المدنية والدفـاع المدني.

لقد أضحى معلوما أن فن تدبير الكوارث والأزمات يحتاج إلى نظام معلومات فعال وعملي، يستطيع توفير البيانات الصحيحة والموثوق بها عند الحاجة، ذلك أن اتخاذ القرار في حالات الكوارث عملية  معقدة تتطلب التعامل مع كم هائل من المعطيات وتحليل بدائل لسيناريوهات مختلفة واختيار المناسب منها، ولا شك أن جودة القرار المتخذ تعتمد أساسا على دقة البيانات وسرعة الوصول إليها.

وعلى الرغم من صعوبة تجنب حدوث الكوارث، إلا أنه يمكن التقليل من مخاطرها بتطوير نظم الإنذار المناسبة والاستعداد لمواجهة الكارثة وإدارتها من خلال تطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات الحديثة، إذ ساعد التطور المتزايد في الرصد والتنبؤ بالطقس والظواهر الطبيعية في القدرة على تقديم إنذارات دقيقة بالأعاصير المدارية والعواصف والفيضانات وفترات الجفاف وموجات التسونامي وغيرها من المخاطر، كما أن توافر بيانات الأقمار الاصطناعية ذات الدقة العالية وأدوات الاستشعار عن بعد والقدرة الهائلة للحواسيب وتطوير نماذج التنبؤ قد أحدثت تحولا ملحوظا في قدرات الإنذار بالأخطار، حيث تؤثر هذه المعطيات بشكل إيجابي على مرحلة الاستعداد الوقائي سواء على مستوى المواطنين أو أجهزة التدخل والمعالجة، كما تتيح للجمهور اتخاذ إجراءات استباقية وحمائية لتجنب الضرر، إضافة إلى التطور التقني الهائل الذي تشهده تجهيزات وآليات ومعدات عمل وتدخل أجهزة الحماية المدنية (الدفاع المدني).

ووفق تقرير للاتحاد الدولي للاتصالات لعام 2019م حول" التكنولوجيا الكاسحة واستعمالها في تخفيف مخاطر الكوارث وإدارتها، فإن "التطور الذي تشهده مهارات الروبوتات يجعلها ملائمة لحالات الكوارث الشديدة الخطورة بالنسبة للبشر أو لإنقاذ الحيوانات""، كما أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي يمكن أن توفر الدعم الفعال  لمختلف مراحل إدارة الكوارث ( التخفيف والتأهب والاستجابة والتعافي)، من خلال تعزيز استخدام وتبادل البيانات البيئية والتحليلات التنبؤية.

لقد ساهمت الطفرة التقنية والعلمية التـي شهدها العالم في السنوات الأخيرة في توفير عدد من وسائط وخدمات الاتصال والتواصل والتعليم والتأهيل وتوفير المعلومات والبيانات، وكذا سرعة ونجاعة فرق التدخل والمعالجة أثناء وقوع الكوارث، إضافة إلى أن استخدام تكنولوجيا المعلومات في مواجهة وإدارة الكوارث يسهم في الحد من مخاطرها وتقليل خسائرها، كما أن توفير البيانات والمعلومات وتبادلها بالوسائل الالكترونية الحديثة يعمل على سرعة تدارك الكوارث والأزمات.

لقد أدرك مجلس وزراء الداخلية العرب مبكرا أهمية التقنيات المبتكرة وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في اتخاذ القرار الصائب وتفادي أخطار الأزمات والكوارث، وحماية البنى التحتية ومقومات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

ففي هذا المجال، ما فتئ المجلس يدعو الدول الأعضاء إلى الانفتاح على عالم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة، خاصة في مجال إدارة الكوارث، والاستفادة من تكنولوجيا الأقمار الصناعية في التنبؤ بالكوارث المختلفة، بما يساعد في مواجهتها وتفادي أضرارها، ودعم تبادل المعلومات والبيانات بين مختلف الفاعلين، وتعزيز ودعم أجهزة الحماية المدنية (الدفاع المدني) لديها بالخبرات البشرية والمعدات والتجهيزات الحديثة، وكذا مواكبة مختلف التطورات التي يشهدها العالم في هذا المجال.

ولعل من الأهمية الإشارة في هذا الصدد إلى أن الأمانة العامة بصدد دراسة إنشاء منصة إلكترونية لأجهزة الحماية المدنية (الدفاع المدني)، ستمثل أداة لتيسير عملية التواصل والتنسيق، وبوابة لتبادل المعلومات والبيانات والتجارب والخبرات بين اجهزة الحماية المدنية (الدفاع المدني) في الدول العربية خاصة في مجال الاستعداد والاستجابة السريعة لمواجهة الكوارث والأزمات.

ولا يفوتني، ونحن نحتفل باليوم العالمي للحماية المدنية ـ الدفاع المدني،أن أغتنم هذه المناسبة للدعوة إلى تكريم أطر وأفراد ومنتسبي هذه الأجهزة على تضحياتهم الجسيمة وأعمالهم النبيلة، وللتذكير أيضا بأن حماية وسلامة الأرواح والممتلكات مسؤولية يتقاسمها الجميع من مؤسسات حكومية وقطاع خاص وهيئات مجتمع مدني وأفراد.