بدأت اليوم الأربعاء 16/10/2024م، في مدينة لشبونة في الجمهورية البرتغالية أعمال المؤتمر الأورو – عربي الثاني لأمن الحدود الذي ينظم بالتعاون بين الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب والوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) وتستضيفه وزارة الشؤون الداخلية البرتغالية، ويشارك فيه ممثلون عن سلطات إدارة الحدود والهجرة في دول عربية وأوروبية. وفي حفل افتتاح المؤتمر ألقت معالي السيدة مارغاريدا بلاسكو، وزيرة الشؤون الداخلية في الجمهورية البرتغالية كلمة رحبت فيها بالوفود المشاركة، وأشادت بالجهود التي بذلت في الإعداد للمؤتمر من قبل الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب والوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل(فرونتكس)، والذي جاء كما قالت في سياق تعزيز التعاون الأوروبي العربي بعد النجاح الذي حققه المؤتمر الأول الذي عقد في مدينة عمان في المملكة الأردنية الهاشمية عام 2021م، كما أشادت بالدور الذي يقوم به مجلس وزراء الداخلية العرب وجهوده في هذا المجال، وسلطت الضوء على التحديات الأمنية المشتركة ذات الطابع الدولي والتي تقتضي أهمية مواصلة تعزيز التعاون الأورو - عربي للتصدي لها، وألقى معالي الدكتور محمد بن علي كومان، الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، كلمة نقل من خلالها تحيات أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب للمشاركين وتمنياتهم بالتوفيق والنجاح لهذا المؤتمر الذي يتناغم مع سعيهم الدائم لتعزيز التعاون مع التجمعات الإقليمية وإيمانهم بأن هذا التعاون هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات المشتركة خاصة عندما يتعلق الأمر بالجريمة العابرة للحدود. وأعرب لمعالي السيدة مارغاريدا بلاسكو ـ ومن خلالها للحكومة والشعب البرتغاليين ـ عن بالغ الشكر والعرفان على استضافة هذا الحدث الأمني الهام، ولسعادة السيد هانس لايتنس، المدير التنفيذي للوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل فرونتكس على الجهود الموفقة التي بذلتها الوكالة، مقدرا العمل الرائع الذي قام به الفريق المشترك بين وزارة الشؤون الداخلية البرتغالية والوكالة والأمانة العامة في سبيل الإعداد لهذا المؤتمر. وأشار معاليه إلى أن اختيار لشبونة مكانا لهذا المؤتمر بعد النجاح الذي حققه المؤتمر الأول في عمّان عام 2021م، هو اختيار في غاية الوجاهة؛ لا فقط لأن البرتغال هي أقدم دولة قومية في أوروبا، وإنما بالنظر كذلك إلى المبادرة القيمة التي أطلقتها منذ سنوات لإقامة حوار سياسي إقليمي رفيع المستوى بشأن التعاون الأمني والشرطي بين دول الاتحاد الأوروبي ودول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو ما كان محل تقدير من قبل مجلس وزراء الداخلية العرب في دورته الأخيرة في فبراير الماضي، إذ ثمّن المجلس نتائج الاجتماع الوزاري حول تعزيز الشراكة الشرطية الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (لشبونة: 13- 14/02/2023م)، وأكد على أهمية التعاون الأورو-عربي لمواجهة التهديدات الأمنية المشتركة. ونوه إلى أن هذه المبادرة تُشكل عاملاً مهما لتعزيز التعاون بين العالمين العربي والأوروبي وتدعيم المسارات القائمة سواء على المستوى السياسي مثل الحوار الاستراتيجي بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي أو على الصعيد الأمني مثل التعاون القائم بين مجلس وزراء الداخلية العرب وأجهزته المختلفة والهيئات الأوروبية المعنية بالشأن الأمني. وقال معاليه: إن هذا السعي المشترك لتعزيز التعاون الأورو عربي لا ينبع فقط من متانة العلاقات العربية الأوروبية وتجذرها في التاريخ وتنوع القواسم المشتركة بين عالمينا، مما يجعل تعاونَنا أمرا بديهيا، وإنما يترجم كذلك القناعة الراسخة لدى الجميع بأن طبيعة التحديات المشتركة تفرض عملا مُنسقا ومُواجهة مشتركة. وأشار معاليه في كلمته إلى قضية الهجرة غير الشرعية والتي تمثل تحديا كبيرا ومصدر توتر في العلاقات بين الدول، وإن غياب الحلول العادلة للقضايا المزمنة والمستجدة التي تعاني منها المنطقة والعالم يرشح تفاقم حركة النزوح واللجوء والهجرة، ناهيك عن التغيرات المناخية المتسارعة التي تربك منوال التنمية التقليدية وتسهم في تزايد الكوارث الطبيعية، مما يؤدي إلى تشريد أعداد غير قليلة من البشر. مؤكدا على أن معالجة هذه القضية تتطلب مقاربة متعددة الأبعاد تبدأ بالقضاء على الأسباب في دول المصدر من ظروف اقتصادية صعبة ونزاعات مسلحة، وتنتهج تعاوناً مسؤولاً بين دول العبور ودول المقصد وتقاسماً عادلاً للتبعات والانعكاسات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، تكون فيه تلك الدول جميعاً رابحة. وأشار معاليه إلى أن المواجهة الأمنية ينبغي أن تنصبَّ أولاً على تفكيك شبكات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر التي تستغل البؤس والفاقة لتحقيق مكاسب مادية، دون أي وازع ديني أو أخلاقي، وعلى قطع الروابط بين تلك الشبكات وعصابات الاتجار بالمخدرات والتنظيمات الإرهابية. كما ألقى سعادة السيد هانس لايتنس، المدير التنفيذي للوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) كلمة رحب فيها بالمشاركين في المؤتمر ، وأشار إلى ان المؤتمر يمثل مرجعية هامة للتعاون بين البلدان الأوروبية والعربية وبين الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) والأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، وأكد على أهمية مواصلة التعاون وتعزيزة بصورة أكبر من أجل مواجهة التحديات التي يحرص الجانبان على مواجهتها والعمل على مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك. يناقش المؤتمر على مدى يومين عددا من المواضيع الهامة من بينها: منع الهجرة غير الشرعية وتكثيف الجهود المشتركة الرامية إلى مكافحة تهريب المهاجرين؛ تعزيز التعاون بين الأجهزة والتعاون الدولي للاضطلاع بوظائف خفر السواحل المختلفة، القضاء على الاتجار بالبشر ومحاربة أولئك الذين يستغلون الفئات الضعيفة؛ إلى جانب مائدة مستديرة: طريق المضي قدماً في التعاون الأورو-عربي في مجال أمن الحدود، كما يستعرض المؤتمر متابعة تنفيذ مخرجات المؤتمر الأورو-عربي الأول لأمن الحدود (عمان: 1-2/12/2021م).